البرميل الفارغ والبرميل الملآن

   سار برميلان في طريقهما من المخزن القديم إلى المخزن الجديد، يدحرج كلّ منهما فتى مفتول العضلات. وكان أحدهما ملآن بالشراب المعتّق، والآخر فارغًا جافًّا لا شيء فيه.

   فكان الأوّل يسير سيرًا وئيدًا بلا ضوضاء، أمّا الثاني، فلأنه كان فارغًا خفيفًا، كان يقفز ويتدحرج ويُحدث قعقعة ودويًّا كدويّ الرعد، حتّى أجفل الذين كانوا في طريقه وجعلهم يخلونه له فزعًا وخوفًا واجتنابًا لسماع صوته المزعج.

   ألست ترى أيّها القارىء أنّ هذه الحكاية تعزّز المثل القائل: إنّ البراميل الفارغة أكثر جلبة من البراميل الملآنة.

                                      يوسف س. نويهض